الأربعاء، ٢٢ صفر ١٤٣٢ هـ

سبحان الله! مخ لم يبل بعد 70 سنة

عثر أحد الحافرين للقبر في ماليزيا مخا لعالم توفي منذ 70 سنة كأنه مات قبيل ساعات. لأن ذلك المخ لم يبل بل كان نظيفا. سبحان الله، هذا من العجائب التي روى الله للمسلمين في ماليزيا. لعلهم يتعظون به. وهو إن دل على شيئ وهو يدل على أنه من الصالحين في حياته. فأكرمه الله بعد موته بالحفاظ على جثته. أكيد أنه ممن قرب نفسه لله تعالى في حياته.  

الأربعاء، ١٩ ذو القعدة ١٤٣١ هـ

شعر الإمام الشافعي حلو

القصيده المشهوره للإمام الشافعي

والقصيده أبياتها تدور حول الإغتراب والسفر

مافي المقام لذي عقل وذي أدب ... مـن راحـة فدع الأوطـان واغتـربِ

سافر تجـد عوضاً عمن تفارقــه ... وانصب فإن لذيذ العيش في النصبِ

إني رأيـت وقوف المـاء يفســده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطبِ

والأسدُ لولا فراق الأرض ماافترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصبِ

الشمس لووقفت في الفلك دائمة ً ... لملها الناس من عُجم ٍ ومن عربِ

والتبر كالترب ملقىً في أماكنهِ ... والعودُ في أرضه نوعٌ من الحطبِ

فإن تغـرّب هذا عــز مطـلبه ُ ... وإن تغـرٌب ذاك عــز كالذهــبِ

الفرق بين :الفاسق و الزنديق و الملحد والكافر و المشرك

الفاسق

مأخوذ من الفسق وهو"العصيان والترك لأَمر الله عز وجل والخروج عن طريق الحق"(لسان العرب).

والفسق نوعان : أكبر وأصغر.

فالأكبر مخرج من الملة وهو الوارد في نحو قوله تعالى:" وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون".

والأصغر لا يخرج من الملة إنما هو معصية وهو نحو الوارد في قول النبي صلى الله عليه وسلم:" سباب المؤمن فسوق".


الزنديق:

أصل الزندقة هو القول بمذهب الدهرية ، وهو لفظ فارسي معرب.

ثم وسع معناه فشمل كل مارق عن الشريعة ببدعة مكفرة ، ولذا ألف الإمام أحمد في الجهمية كتابه(الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولت على غير تأويله).

وقد أطلقه أحمد على بعض المبغضين لأهل الحديث وهو ابن أبي قتيلة لما قيل له إنه بمكة يسب أهل الحديث ، فقام ينفض ثوبه وقال: زنديق، زنديق، زنديق.


الملحد:

لحَدَ في الدِّينِ يَلْحَدُ وأَلحَدَ: مالَ وعدَل، وقيل: لَحَدَ مالَ وجارَ. ابن السكيت: المُلْحِدُ العادِلُ عن الحق المُدْخِلُ فيه ما ليس فيه، يقال قد أَلحَدَ في الدين ولحَدَ أَي حاد عنه، وقرئ: لسان الذي يَلْحَدون إِليه، والتَحَدَ مثله.(لسان العرب).

وأصل الإلحاد الميل عن الحق.

وقد اشتهر بهذا اللقب الدهرية والقائلين بقدم العالم ، وهو عام يشمل كل زائغ عن طريقة الحق من أهل البدع المضلة.



الكافر:

أصل الكفر التغطية .

ومعانيه في اللغة تبلغ الثمانية.

والكفر نوعان: أصغر ، وهو شامل للمعاصي : قال النبي صلى الله عليه وسلم:" خصلتان في أمتي هما بهم كفر: والطعن في الأنساب، النياحة على الميت ".

وأكبر: وهو المخرج من الملة كسب الله والسجود للأصنام.


المشرك:

الشرك بعضهم يجعله نوعين :

أكبر: وهو تسوية غير الله به تعالى .

أصغر: وهو ما كان ذريعة للأكبر.

وبعضهم يجعله: أكبر. وأصغر.

وخفي.: وهو الرياء.

والله أعلم.

المصدر: http://www.omar-alfarouq.net/vb/showthread.php?t=150

السبت، ٨ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

الشيخ رحمت الله الهندي ومجادلته مع النصارى


ترجمته
هو محمد رحمت الله بن خليل الله -ويعرف أيضاً بخليل الرحمن- الكيرانوي، المنسوب إلى كرانة، قريته، العثماني، المنسوب إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه ذي النورين، وهو جده الرابع والثلاثين. قدم الهند جده الرابع والعشرون.

وُلد رحمه الله تعالى بحي "دربار كلان" الذي معناه "الحي الكبير" في قرية كيرانه، التابعة لمحافظة "مظفر ناجار" من توابع دلهي، الهند، وذلك في غرة جمادي الأولى سنة 1233هـ، الموافق التاسع مارس سنة 1818م في عهد السلطنة المغولية.

نشأ الشيخ رحمت الله في كنف أسرة واسعة الثراء والجاه -وقد اشتهر أفراد أسرته بالعلم والطب والمناصب العالية-، وبدأ تعليمه في بلدته في السادسة من عمره على يد والده وكبار أفراد العائلة -المشهورين بالعلم والفضل والدين- حسب النظام المتبع في ذلك العهد، ولما بلغ الثانية عشرة من عمره حفظ القرآن الكريم، وأتقن اللغة الفارسية، وقرأ كتب الشريعة الإسلامية واللغة العربية على يد آبائه، ثم ارتحل إلى دلهي عاصمة العلم وملتقى فطاحل العلماء للتعليم العالي، فالتحق بمدرسة من المدارس المعروفة هناك حتى أخذ حظاً وافراً من العلوم، وأبان عن ذكائه وتقدمه على أقرانه، ثم سافر إلى لكهنؤ مدينة العلم والحضارة، فتلمذ على أيدي علمائها وتخصص في آداب اللغة الفاريسية كما درس الطب والرياضية والهندسية.

ولما توفرت فيه كفأة للإفتاء تصدر به وأسس مدرسة في قريته. وقد أسس كذلك مدرسة نظامية تسمى بـ"المدرسة الصولية" في مكة حين مكث بها –وسنتحث عنها بعد قليل- وكانت على نفقة ثرية من أثرياء الهند.

من مؤلفاته
· إظهار الحق
· إزالة الشكوك
· إعجاز عيسوي
· والبروق اللامعة
· وتقليب المطاعن
· معدل إعوجاج الميزان
· إزالة الأوهام
· أحسن الأحاديث في إبطال التثليث
· البحث الشريف في اثبات النسخ والتحريف
· معيار التحقيق
· آداب المريدين
· رسالة في الحشر وهي كتابه (التنبيهات)
· رسالة في رفع اليدين في الصلاة

توفي في مكة المكرمة ليلة الجمعة 22 من شهر رمضان المبارك عام 1308 هـ، ودفن في المعلاة مقبرة مكة المكرمة بالقرب من أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها، عن عمر يقارب خمسا وسبعين سنة.

انظر لترجمته مقدمة إظهار الحق، ص15-16. و http://www.alsawlatiyah.com/moases.htm.

مناظرته مع القس النصراني

قصة المناظرة

في القرن الثالث عشر الهجري لما دخل المستعمرون الغربيون الهند، تتالى إثره دخول عدد كبير من المبشرين النصرانيين المبعوث من قبل الكنائس المركزية في أوروبا، ومن بين هؤلاء البعثاء المبشرين القسّ فندر الأمريكي (RV.C.C.P.FUNDER)، وقد أرسلته كنيسة إنجلترا رئيسا للمنصرين في الهند، فأصبح يوجه المبشرين إلى المديريات الهندية ويدربهم على إلقاء الخطب والمحاضرات.

وكان فندر أجرأ القسيسين النصرانيين، وكان له بعض الإطلاع على اللغتين الفاريسية والهندوسية.[1] وقد كتب كتبا في الطعن في الإسلام والقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم، كما أن له كتبا في الدفاع عن العقائد النصرانية، ومنها كتابه ميزان الحق.[2]

ومن جراءاة فندر أنه كان يلقي خطبه الدينية عند سلم الجامع الكبير بدلهي ( Delhi) قرب القلعة الحمراء بين العصر والمغرب، وذلك بحراسة قوات الأمن الإنكليزية، وقد جمعوا الناس في الشوارع والأسواق بالإكراه وألزموهم بالوقوف والاستماع لخطبه ومواعظه.[3]

ومن نشاطاته أيضا أنه كان يقوم بجولات كثيرة في أنحاء الهند، ويلقي خلالها محاضرات في كل مكان يحل فيه، كما أنه يعقد الندوات داعيا إلى النصرانية وطاعنا في عقيدة الإسلام ومشككا في القرآن الكريم وفي النبي صلى الله عليه وسلم.

وكان كتابه ميزان الحق من أخطر كتبه، إذ يشتمل على الهجوم الشديد على الإسلام والقرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم، وهو يستعمل فيه السب والشتم بدون تورع واحتشام، ومما يزيد على خطورة الكتاب أنه قد تُرجم إلى لغات مختلفة؛ الفارسية والأردية والتركية والعربية[4]. فيسهل على العوام تناولها.

وقد زعم فندر أن علماء المسلمين في الهند قد عجزوا على معارضة مضمون كتابه، بما فيه من الحقائق (كما زعم)، إذ لم يظهر منهم أي معارضة وقد نُشر الكتاب بطباعاته الثلاث في أنحاء الهند. فاتحدى علماء المسلمين علنا ومثيرا عليهم بالمجادلة.

تنبه الشيخ لخطورة الكتاب ولأخطار التنصير المحدقة على مسلمي الهند، وخاصة لضخامة الجهود التي بذلها المبشرون النصرانيون بمساعدة مستعمري الإنجليز. فخاف الشيخ على ضعافاء النفوس من المسلمين الارتداد، لما في عميلة التنصير التي قام بها المبشرون النصرانيون من مدح للعقائد النصرانية ونقد وطعن في عقائد الإسلام، وكأن اليأس قد دبّ إلى نفوس المسلمين. فرأى الشيخ أنه لا سبيل إلى الصدّ على هذه الدعاية ولإعادة الثقة في نفوس المسلمين إلا بالكشف عن فسادها والوقوف عليها ومقاومتها.

فعكف الشيخ على دراسة ديانة النصرانية، وخاصة مصادرها، فترك وظيفة التدريس ووقف حياته على الاطلاع على كتب النصرانية ومصادرها فقد رجع الشيخ إلى ثمانية وخمسين مصدرا أساسيا من التواريخ والتفاسير التي كتبها المحققون من أهل الديانتين اليهودية والنصرانية.[5] إضافة إلى ذلك لقد درس الشيخ كتبا أخرى متعلقة بالنصرانية كالكتب والبحوث المتعلقة بدراسات الكتب المقدسة من قدماء المسلمين، وكذلك كتب التفاسير والتاريخ الإسلامي لعلماء المسلمين، فقد درسها دراسة جدية عدة مرات حتى أصبح أعلم بها من أهلها.[6] وكان كل ذلك بغية الرد على النصرانية ومناصرة الإسلام.

وبعد الإتمام من الدراسة بدأ الشيخ ينهض يرد على النصارى، فكتب كتبا في إبطال عقيدة النصرانية وخاصة في الرد على كتاب القس فندر "ميزان الحق". فرغب في مناظرته، فراسله بمراسلات عديدة يدعوه إلى المناظرة، وألحّ عليه بالظهور أمام الجمهور وعلماء المسلمين. فرأى فندر أنه لا مناص له إلا قبول المناظرة، فأجاب لها راضيا ومكرها، وهو لا يقدر نتائجها تقديرا صحيحا.-عبارة الشيخ الندوي في كتابه شخصيات وكتب أثرت في حياتي.

فتقرر عقد مجلس المناظرة في 11 من رجب سنة 1270هـ/10 أبريل 1854م في آكراه، إحدى مديريات الولاية الشمالية الرئيسية -واحد مجالات التبشير في الهند- في حي من أحيائها المعروفة بحارة عبد المسيح.[7] وكانت أول مناظرة في القرن الراهن بين المسلمين والنصارى.

لقد حضر الحفل عدد كبير من علماء المسلمين والهندوس والنصارى وغيرهم. وقد اشترط الشيخ في المناظرة أن لا يجوز خروج المناظرة عن خمسة مواضيع.

1. التحريف في الكتاب المقدس.
2. وقوع النسخ.
3. التثليث.
4. نبوة محمد.
5. صدق القرآن وصحته.

واتفقوا أنه إذا انتصر الشيخ رحمة الله في هذه المناظرة يدخل فندر في الإسلام وإن كان بالعكس ينتصر الشيخ …[8] ثم في النهاية أسفرت النتيجة عن انتصار الشيخ على القس النصراني. وقد اعترف القس فندر بوجود التحريف في ثمانية مواضع من الإنجيل. وكأن اعترافه هذا بمثابة قنبلة تفجرت وأفرغت وقضت على معنويات أنصار فندر وشيعته.

سفره إلى مكة وتأليفه إظهار الحق

وبعد واقعة المناظرة بثلاثة أعوام أي في سنة 1857م قامت محاولة أخيرة من أبناء الهند للتخلص من سيطرة مستعمري الإنجليز، وإثر إخفاق هذه المحاولات تعرض المسلمون لرد فعل عنيف من جهة الإنجليز. لظنهم أن المسلمين هم أصحاب تلك الفكرة والقيادة فيها، فتعرض المسلمون وخاصة قوادهم إلى القضاء والاضطهاد، وكان من بينهم الشيخ رحمت الله الهندي، ولكنه استطاع أن ينجو من أذى الإنجليز فسافر إلى مكة.

ولقي بها عالمها الشيخ أحمد بن زيني دحلان رحمه الله، وبعد التعارف بينهما أدرك الشيخ أحمد مكانة الشيخ رحمت الله الهندي العلمية، فأعطاه الإجازة في التدريس بالمسجد الحرام، وسجل اسمه في السجل الرسمي لعلماء الحرم.[9]

وصادف أن القس فندر بعد أن غُلِّب في المناظرة، سافر إلى أوروبا، وأرسلته الكنيسة في لندن إلى القسطنطينية -مقر الخلافة الإسلامية- ليقوم بالدعوة والتبشير هناك، فقابل السلطان عبد العزيز وحكى له قصة مناظرته مع الشيخ في الهند. وذكر له أن الانتصار كان له. فأهم الخبر السلطان فكتب إلى شريف مكة ليستفسر عن حقيقة أمر المناظرة، فأجابه الشريف بأن بطل تلك المناظرة موجود في مكة وهو يدرس في الحرم، فطلبه السلطان الشيخ إلى الأستانة، ولما سمع القس فندر بتوجه الشيخ إلى القسطنطينية غادر العاصمة لساعته.[10]

ولما لقي الشيخ السلطان قص عليه حقيقة قصة المناظرة، فاقترح السلطان عليه أن يؤلف كتابا بالعربية يسجل فيه بالتحقيق والتفصيل القضايا الخمس التي دار فيها المناظرة، فلبى الشيخ طلبه فكتب الكتاب. فلما انتهى من التأليف سمى السلطان بنفسه الكتاب فسماه "إظهار الحق".[11]

انظر للمزيد من القصة في كتاب "شخصيات وكتب أثرت في حياتي" لشيخي الفاضل أبي الحسن على الندوي(القاهرة: دار الصحوة، ط 1، 1415هـ/1985م)، ومقدمة كتاب وقائع المناظرة التي جرت بين الشيخ رحمت الله الهندي والقسس فندر الإنكليزي، لبسام عبد الوهاب الجابي (بيروت: دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1417هـ/1996م).

مضمون كتاب إظهار الحق

تميز كتاب إظهار الحق بنقاط آتية

1. آثر فيه خطة الهجوم على خطة الدفاع
2. ساق أدلته بكل وضوح وسهولة في الاستنباط والترتيب. وابتعد عن المسائل الفرعية التي تكون عادة مثار جدل طويل.[12] قال الشيخ الندوي في ذلك:" إن المؤلف تجنب البحوث الدقيقة التي يتسع فيها مجال الجدال ويكثر فيها القيل والقال، بل اعتمد في الكتاب على التناقضات الواضحة والبديهيات الجلية التي لا تقبل التأويل، واستخرج منها النتائج كنتائج رياضية لا يختلف فيها اثنان". وهذا فعلا أسلوب قرآني حيث أن مجادلة القرآن دائما تتصف بإيجاز وتجنب الإطالة.[13]

3. تعرض الشيخ لمغالطات النصارى وتمويههم، فردّ عليها بأسلوب سائغ مقنع كما تعرض لإثبات النسخ ووقوعه في الديانات السابقة.

4. وضع الشيخ حقيقة عقيدة التثليث في النصرانية على محك العقل، فنقدها نقدا علميا يستسيغه كل من رزق العقل السليم والذوق الصحيح.

5. أضاف الشيخ إلى حانب نقد النصرانية وعقائدها الحديث عن القرآن الكريم وإثبات أنه كلام الله وذكر نبذة من سيرة الرسول e ومعجزاته والبشارة التي وردت في شأنه وقد ذكر ثماني عشرة بشارة وحقق صحة الأحاديث.[14]

6. وكان يكثر من الاستدلال بأكثر من دليل على قضية واحدة حبا منه تقوية أدلته وإقامة الحجة على خصمه.[15] وهذا يشبه بمنهج القرآن الكريم في تكراره بعض القصص أو القضايا، وهو منهج مطرد في القرآن الكريم.

7. يلتزم الشيخ بما يسلم به خصمه، وذلك كإثبات بطلان عقيدة النصارى، وإثبات نبوة محمد e وتحريف كتبهم باعتماد على مصادرهم أنفسهم، وكان لا يلجأ إلى القرآن والسنة والأدلة العقلية إلا في مواضع عديدة عند اقتضاء الضرورة إليها. وذلك لأنه يعرف أن النصارى ينكرون القرآن والسنة فلا ينفع معهم الاستدلال بهما عليهم.[16]

فرحمه الله الشيخ رحمت الله الهندي، فهو خير نموذج من جادل النصارى من المسلمين، وقد ذب عن حوذة الإسلام هجمات النصارى.
الهوامش

[1] الجابي، بسام عبد الوهاب، مقدمته لكتاب وقائع المناظرة التي جرت بين الشيخ رحمت الله الهندي والقسس فندر الإنكليزي، (بيروت: دار البشائر الإسلامية، ط 1، 1417هـ/1996م) ص 8.
[2] انظر ملكاوي، مقدمته لإظهار الحق (مصدر سابق)، ص 23-34.
[3] الجابي، وقائع المناظرة التي جرت بين الشيخ رحمت الله الهندي والقسس فندر الإنكليزي، ص 9.
[4] انظر الجابي، وقائع المناظرة التي جرت بين الشيخ رحمت الله الهندي والقسس فندر الإنكليزي، ص 17.
[5] ملكاوي، مقدمته لإظهار الحق (مصدر سابق)، ص 83.
[6] ملكاوي، مقدمته لإظهار الحق (مصدر سابق)، ص 82 .
[7] ملكاوي، مقدمته لإظهار الحق (مصدر سابق)، ص 82.
[8] الندوي، أبو الحسن: شخصيات وكتب أثرت في حياتي (القاهرة: دار الصحوة، ط 1، 1415هـ/1985م) ص 8.
[9] الغنيمي، مقدمته لوقائع المناظرة (مصدر سابق)، ص 25.
[10] الندوي، شخصيات وكتب أثرت في حياتي، ص 85-86.
[11] المصدر نفسه، ص 86.. انظر http://www.alsawlatiyah.com/books.htm.
[12] انظر ملكاوي، مقدمته لإظهار الحق (مصدر سابق)، ص 84-85.
[13] الندوي، شخصيات وكتب أثرت في حياتي (مصدر سابق)، ص 88. وهذا من أسلوب القرآن الكريم في عرض أي مجادلة حيث أن مجادلته تتصف بإيجاز وتجنب الإطالة فيها من استعمال العبارات المنطقية.
[14] انظر الندوي، شخصيات وكتب أثرت في حياتي (مصدر سابق)، ص 89.
[15] انظر ملكاوي، مقدمته إظهار الحق (مصدر سابق)، ص 85. وهذا يشبه بمنهج القرآن الكريم في تكراره في إيراد بعض القصص أو القضايا وينوع طريقة عرضها، وأحيانا في التكرار تكرار في إثبات أمر معين أو قضية معينة أو نفهما وهو منهج مطرد في القرآن الكريم.
[16] انظر ملكاوي، مقدمته إظهار الحق (مصدر سابق)، ص 87. وهذا دليل على تأثره بمنهج القرآن الكريم في الرجوع إلى كتب أهل الكتاب للبحث عن الحق فيه كما هو وارد في الآية التي أسلفنا إيرادها، قال تعالى )الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل ...الآية([16]

الاثنين، ٣ ذو الحجة ١٤٢٩ هـ

ابن عراق وكتابه تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة


التعريف بابن عراق


هو الحافظ أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن، سعد الدين ابن عراق الكنانى الشامي الدمشقي ثم المدني.
ولد بدمشق سنة سبع وتسعمائة. وحفظ القرآن وهو ابن خمس سنين، وحفظ كتباً عديدة في فنون شتّى، ولازم والده محمد ابن عراق، وأخذ القراءات عن أحمد بن عبد الوهاب وغيره. ورحل إلى الروم وبيت المقدس ومصر، واستقرّ أخيراً بالمدينة المنوّرة وولي إمامتها وخطابتها، وتوفّي بها سنة ثلاث وستّين وتسعمائة.
وكان الإمام ذا قدم راسخة في الفقه والحديث والقراءات وغيرها.

مصنفاته

شرح صحيح مسلم
شرح العباب في الفقه الشافعي
تنزيه الشريعة المرفوعة عن الاَخبار الشنيعة الموضوعة (مطبوع)
نشر اللطائف في قُطر الطائف، رسالة في تاريخ الطائف.
وتهذيب الأقوال والأعمال.
الغيث المدرار في سحائب الاستغفار

اسم الكتاب

تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة الموضوعة


موضوع الكتاب

والواضح من عنوانه أنه كتاب عن الأحاديث الموضوعة، فيشمل ذلك الأحاديث المنسوبة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والآثار المنسوبة إلى الصحابة، لما أنه لم يكن هناك تمييز بينهما عند المتقدمين.

وصف الكتاب

يقع الكتاب في مجلدين متوسطتي الحجم، وقد ألفه في مصر، وتم من تأليفه سنة أربع وخمسين وتسعمائة. وقد أهدى الكتاب إلى السلطان سليمان العثماني .

منهج الكتاب

فالكتاب عبارة عن عصارة دراسة الإمام للمؤلفات في موضوع الأحاديث الموضوعة التي ألفت قبله، وبالأخص عصارة دراسته لكتب الإمامين الجليلين ابن الجوزي (كتاب موضوعات) والسيوطي (اللآلي المصنوعة، وذيلها والنكت البديعات) رحمهما الله تعالى. وقد تروجت كتب ابن الجوزي والسيوطي بين الناس وأصبحت كتبهما أشهر الكتب في الموضوع، ولا يستغنى عنها لكل من يريد الاطلاع على الأحاديث الموضوعة. إن كتاب ابن الجوزي من الأوئل الكتب التي ألفت في الأحاديث الموضوعة التي رتبت بالترتيب المنظم، وإن ألفت مصنفات أخرى بعده ما زال كتابه مما لا يستغنى عنه في الموضوع، وكانت الأحاديث الموضوعة قبله متنثرا في ثنايا كتب مختلفة، كأن كان ورد في كتب الضعفاء والعلل، وقد اهتم ابن الجوزي فيه ببيان علة الحديث، فنال كتابه بهذا السبب شهرة ما، ولكن الكتاب رغم شهرته وهو لا يخلو من خطاء فيه، وهو يسير كما قاله ابن حجر، لأن ابن الجوزي قد أدخل في كتاب بعض الأحاديث الضعيفة بل الحسنة والصحيحة، فصار كتابه بحاجة إلى الدراسة والتحقيق.
فجاء السيوطي بعده، وألف كتبا تصحح ما في كتاب ابن الجوزي من الأخطاء، وأبدى نقده بحججه، وكتشف ما به من غلط ابن الجوزي، وزاد السيوطي في بعض مؤلفاته على ما فاته ابن الجوزي من ذكره. فلكثرة الفوائد كتبه. ولأهمية الاطلاع على ما تدور يها من الكلام، ناسب أن يختار ابن عراق هذه الكتب ليكون محل لاعتنائه.
لقد اتخذ ابن عراق كتبهما بالدراسة، وأراد تهذيبها لما يرى أن فيها بعض الأخطاء من الإمامين، وكذلك أراد أن يسهل للناس الانتفاع بها فحاول تلخيصها وعلم أن الناس لا تهمهم اختلافات.

وقال في مقدمة كتابه: "وهذا الكتاب لخصت فيه هذه المؤلفات بحيث لم يبق لمحصله إلى ما سواه إلتفات." وقال: "وبالغت في اختصاره وتهذيبه" .

كما ذكرنا أنه لما في تلك الكتب من قيمة معنية، وذلك لأن كتاب موضوعات لابن الجوزي مثلا يعتبر أشهر كتاب في الموضوع، كما

فقد راجع ابن عراق المصارد التي أخرج منها ابن الجوزي الأحاديث، ورمز لتلك المصادر بالزمور وكذلك المصادر التي أخرج منها هو نفسه الأحاديث في الفصل الثالث من كتابه ولم يذكرها ابن الجوزي في كتابه، فأدناه الرموز للكتب في كتابه:

• الكامل في الضعفاء لابن عدي (عد)
• المجروحين لأبن حبان (حب)
• ضعفاء أبي الفتح الأزدي (فت)، لا أدري اسم الكتاب.
• تفسير ابن مردويه (مر)، لا أدري اسم الكتاب.
• الضعفاء الكبير للعقيلي (عق)
• معاجم الطبراني الثلاثة (طب)
• تاريخ البغداد للخطيب البغدادي (خط)
• مسند الفردوس للديلمي (مي)
• تاريخ دمشق لابن عساكر (كر)
• الأباطيل للجوزقاني (قا)
• حلية الأولياء لأبي نعيم (نع)
• ضعفاء ابن شاهين (شا)
• تاريخ الحاكم (حا)
• الدارقطني (قط)
• ذيل تاريخ بغداد تاريخ لابن النجار (نجا)
• تصانيف أبي الشيخ (يخ)

فهذه هي المصادر للأحاديث التي وردت في كتاب موضوعات ابن الجوزي، والمصارد التي زاد ابن عراق من الأحاديث.

وأما المصادر التي اعتمد عليها في معرفة الآراء والأقوال حول الحكم على الأحاديث وأحوال رواته هي:

1. العلل المتناهية لابن الجوزي
2. تخليص العلل المتناهية للذهبي
3. تخليص موضوعات الجوزقاني للذهبي
4. الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف لابن حجر العسقلاني
5. تلخيص الحبير في أحاديث الرافعي الكبير لابن حجر العسقلاني
6. المطالب العالية في زوائد السنن الثمانية لابن حجر العسقلاني
7. تسديد القوس لابن حجر العسقلاني
8. زهر الفردوس لابن حجر العسقلاني
9. لسان الميزان لابن حجر العسقلاني
10. تخريج أحاديث إحياء علوم الدين للغزالي المسمى بالمغني عن حمل الأسفار في الأسفار للعراقي
11. الأمالي للعراقي
12. تلخيص الموضوعات لابن درباس
13. ميزان الاعتدال للذهبي
14. المغني الذهبي
15. ذيله المسمى بالمذيل على الكامل لابن عدي للذهبي
16. لسان الميزان لابن حجر
17. والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث للبرهان الحلبي

تقسيم مباحث الكتاب

وأما بالنسبة إلى تقسيم البحث، فقد قدم ابن عراق قبل الحوض في مضمون الكتاب بمقدمة أفاض فيها ببيان الأمور المتعلقة بالكتاب، كبيان مصادر كتابه الأساسية، وطريقة تقسيمه فصوله، وطريقة تدوينه المباحث والعبارات التي استخدمها في كتابته لتسهيلا على القارئ قراءته، وتقليلا من عدد الصفحات، كما أنه ذكر فيها المواد التي استمدها لتخريج مصادر الأحاديث، فوضع لها رموز لتسهيل الإحالة إليها.

وبدأ بعدها بذكر المباحث الرئيسية كتعريف الوضع لغة واصطلاحا، وبيان أماراته، وبلغ أمارات الوضع التي ضبطها أحدى عشر أمارة، ثم ذكر فيها قول من أنكر وجود الوضع في الحديث النبوي الشريف، فأبطله بحجج بينة، وذكر تلوه حديثا يهدد بالوعيد على من تعمد الكذب على حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع ذكر طرقها المتعددة الكثيرة ما تقوي من درجته، حتى كأن كاد متواترا ما يؤكد على ثبوته.

ثم ذكر أصناف الوضاعين من الزنادقة وأصحاب الأهواء والبدع والزهاد والقصاص الذين يكثر منهم الأحاديث الموضوعة، وأتى بنموذج من أسمائهم.

وثم سرد أسماء الوضاعين والكذاين ومن كان يسرق الأحاديث ويقلب الأخبار، ومن اتهم بالوضع والكذب مرتبا ذلك حسب ترتيب حروف الهجاء وأفرد بمن عرف بكناهم في قسم مستقل، وبلغ عدد أسماء الوضاعين التي أوردها 1734 أسماء. وبين عقب كل اسم العلة التي اتهم به، مستمدا مواده من ميزان الذهبي، والمغني وذيله له، ومن لسان الميزان لابن حجر، والكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث للبرهان الحلبي، وغير ذلك من الأصول المحررة، فيذكر أحيانا أسماء الجارحين وأحيانا لا يذكرها.

قسم المؤلف كل مبحث في كتابه إلى ثلاثة فصول كما هو مصرح في مقدمته.

فالفصل الأول: أورد فيه الأحاديث الموضوعة الواردة في كتاب ابن الجوزي وحكم عليها بالوضع ولم يخالف في الحكم أحد.
وأما الفصل الثاني: في الأحاديث الموضوعة الواردة في كتاب ابن الجوزي وحكم عليها بالوضع وتعقب في حكمه.
وأما الفصل الثالث: أورد فيه الأحاديث الموضوعة التي فاتها ابن الجوزي وزاد عليها السيوطي.

خطوات ترتيب مباحث الكتاب

لقد التزم ابن عراق في تدوينه كتابه على خطوات معينة، وهي:

بدأ بعنوان عام تندرج تحته الأحاديث في موضوع واحد متبعا ترتيب ابن الجوزي والسيوطي في كتابيهما. فقال مثلا كتاب التوحيد وكتاب الإيمان وهكذا.

ثم شرع كلامه بذكر الرواية بدون إيراد أي سند، وجعل تلك الرواية في أول السطر، وهو كما ذكره في المقدمة تسهيلا للنظر، ويصدرها بقوله "حديث"، وأضاف الحديث إلى ذلك اللفظ. هذا إذا كان الحديث روي مرفوعا إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم. وأما إذا كان الحديث موقوفا أو حكاية مخاطبة منه صلّى الله عليه وسلّم لمعين أو مراجعة بينه وبين غيره، أو حكاية مخاطبة جبريل له والحاكي غير النبي صلّى الله عليه وسلّم، أو حكاية قصة ليست من لفظ النبي صلّى الله عليه وسلّم قال "أثر فلان". أي أضيف لفظة "حديث" أو "أثر" إلى اسم الصحابي أو التابعي الذي نسب إليه الحديث.

مثاله حديث رقم 12 من "كتاب المبتدأ"، قال: "حديث جابر قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل من الأنصار، فقال: إن ابنا لي دب من سطح لنا إلى ميزاب، فادع الله أن يهبه لأبويه". قال النبي صلى الله عليه وسلم: "قوموا." قال جابر: "فنظرت إلى أمر هائل." فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ضعوا له صبيا على السطح." فوضعوا له صبيا فناغاه، ثم ناغاه، ثم إن الصبي دب حتى أخذه أبواه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل تدرون ما قال له؟" قالوا: "الله ورسوله أعلم." قال: "لم تلقي نفسك فتتلفها؟" قال: "إني أخاف الذنوب". قال: "فلعل العصمة أن تلحقك". قال: "وعسى". فدب إلى السطح .

ثم ذكر مصدر الحديث من مصدره برمز له كما ذكرنا، ككتاب الكامل للضعفاء لابن عدي، فإن لم يقف على من أخرجه عزاه إلى ابن الجوزي نفسه.

وذكر بعد ذلك اسم الصحابي الذي نسبت إليه تلك الرواية بعبارته "من حديث فلان صحابي".

ثم ذكر علة الحديث، كوجود الراوي المتهم بالكذب فيه الذي هو علة الحديث بأنه موضوع، ويذكر اسم الراوي المتهم بالصراحة، فيعبر أحيانا عن العلة بقوله "هو آفته" يعني الراوي الوضاع هو السبب لكون الحديث مردودا، وأحيانا لم يذكر أي علة لاكتفائه بما سبق حكمه من علته في مبحث أسماء الوضاعين.

فمثاله حينما قال حديث "الإيمان لا يزيد ولا ينقص" قال (عد) من حديث ابن عمرو، وفيه أحمد بن عبد الله تعالى الجوباري . انتهى كلامه هكذا.

فلكون أحاديث الفصل الأول ليس فيه أي خلاف في حكمه، فليس فيه حاجة إلى تطويل الكلام، فيتكفي في كون وجود تلك الأحاديث في هذا الفصل دليلا على اتفاق الحكم في وضعه. ونقل ما صرح به ابن الجوزي بحكم الحديث كقوله: "لا يصح" أو "منكر" ونحوهما إذا وجد ذلك. وإن لم يجده لم يزد شيئا من عنده.

وإذا لم يجد مصدر ابن الجوزي اكتفي بذكره عن "ابن الجوزي" ليشير على أنه لم يجد مخرجه من غيره.

وإن وجد أن ابن الجوزي لم يصرح بحكم أحد من رواة الحديث بالكذب أو الوضع يرجع إلى كتاب الذهبي؛ تلخيص موضوعات ابن الجوزي، وينقل حكمه على الراوي أو الحديث.

وإذا كان الحديث أو الأحاديث التي تلي الحديث الأول منسوبة إلى صحابي سبق ذكره في الحديث الأول أو إلى خُرجت من مصدره نفسه لا يذكرهما، فعدم ذكرهما دليل على تساوى مصدرهما.

ثم ينتقل إلى الفصل الثاني، الذي فيه ما حكم عليه ابن الجوزي بالوضع وتعقب في حكمه السيوطي. فأورد كل تعقبات السيوطي على الأحاديث التي حكم عليها ابن الجوزي بالوضع في هذا الفصل. وصدرها بعبارة "تعقب". غالبا يقتصر في ذكر تعقب السيوطي، وإن لم يجد تعقب السيوطي يحكم هو من عنده.

وقد يبدي ملاحظته الشخصية بعد تعقبات السيوطي، ويميزها بقوله "قلتُ"، وقد يزيد أدلة أخرى على أدلة السيوطي لدعم عدم صحة نسبة الوضع للحديث، وذلك بإيراده أقوال أئمة الجرح والتعديل، وكذلك جمعه الشواهد والمتابعات للحديث، وتارة يخالف السيوطي فيصحح غلطه ويذكر أمورا تعارض قوله، وهي تعتبر انتصارا لابن الجوزي.
وأما الفصل الثالث، فهو فصل أورد فيه ابن عراق الأحاديث الموضوعة التي لم يذكر ابن الجوزي والسيوطي. وكانت مواده في ذلك كتاب ابن عساكر وغيره.

وفعلا إن منهجه في حذف أسانيد الحديث أو "تعليقه" -في اصطلاح علم الحديث- فائدة الاختصار. ولكنه قد تصعب على القارئ معرفة أحوال سند الحديث لما وصل إلى الكلام عنه وعن تعدد رواتها.

وقد يهم ابن عراق في مناقشته في الحكم على الرواة، كمحاولته أن يزيد على تعقب السيوطي على ابن الجوزي في تعليله لحديث "إن الله قرأ طه ويس قبل أن يخلق آدم بألف عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت: " طوبى لأمة ينزل هذا عليها، وطوبى لأجواف تحمل بهذا"

قال ابن الجوزي: وفيه إبراهيم بن المهجر بن مسمار، منكر الحديث متروكه. وقال السيوطي: إبراهيم لا بأس به، وقال ابن عراق: "قلت: في سنده محمد بن سهل بن الصباح"، وقال: إن يكن هو شيخ أبي بكر الشافعي كما يظنه بعض أشياخي قد مر في المقدمة أنه وضاع، وإلا فمجهول" .

ويلوح من وهمه في هذا المكان أنه قال بأن في سنده محمد بن سهل، ولم يوجد هذا الاسم في موضوعات ابن الجوزي. ولا ما يحتمل هذا الاسم في طرق أخرى، ولا يوجد سوى هذا السند الذي ذكره ابن الجوزي.

فضلا عن ذلك أن قوله بأن محمد بن سهل وضاع، هو محمد بن سهل العسكري. فلم يوجد في كتب الجرح والتعديل من يعده وضاعا غير ابن حجر في لسان الميزان، ولكنه لا يصرح باسمه الكامل، وإنما يقول هو محمد بن سهل العسكري . فيشعر أنه غير محمد بن سهل بن الصباح، ويحتمل هو، والله أعلم.

وهناك مصادر ذكرها أثناء بحثه الأحاديث، وهي لا يدخل من ضمن ما ذكر في مقدته، وقد رمز لها برموز. وذلك كـرمز (ابن لال).

وأكثر ابن عراق في الحكم على الأحاديث بأنها موضوعة بمجرد روايته عن المجاهيل، وهناك كلام طويل في شأن مصطلح الجهالة، والأكثر أنه ليس من أمارات الوضع، بل درجته درجة الضعيف. وقد تكرر ذكره هذا في أماكن مختلفة، ولعله استفاد أمارة الوضع في تلك الأحاديث من الأمارات الأخرى للوضع ترجع إلى المتن، وليست ترجع إلى السند، كركاكة اللفظ و مخالفتها لما ثبت في الشرع وغيرها.